Please update your Flash Player to view content.
|
الساعة صباحاً
قصة قصيرة جداً بقلم / إبراهيم إدريس لمحمود خالد
الساعة صباحاً، الوقت بين الترقب وتعاظم فكرة البقاء في الوطن. العطاء حقيقة تأصلت بفعل تراكم التجربة وحركة التاريخ. قال : لم أكن وحيداً حين عدتَ، كان أمل الدولة قد ترسخ وتفكك زمن القصيى ، لاسيما أن " القصي" غدى ذكرى أخرى نتناولها فقط بين الحكاية و التدوين.
عندما تخاطبهم تنفر قلوبهم قائله : كان همنا حقيقة ترسيخ بشائر العودة وغرس الورود في أبواب المدن. مدينتي كغيرها ، لكنها قيلت أنها " وهران" ، أعتز بها كما أعتز بكم يا مدن وطني جمعاً. ومن يجفاي الوقت ، حين الوقت إقتحام في وعيك، في ضميرك وبين أحشائك. كنا من أوئل الوافدين ، وهذه حكاية غريبة حيث ظنتت إنني من بعض الأوائل وأنا لا أُحب أن أفاصل بين التاريخ و الحاضر ؛ لآنها مساومة خاسرة في عِشق الوطن.
منذ طفولتي "الثورة" كانت وطني ، بل كانت تأسيس " لإن أكون أو لانكون " أديبنا كان إسمه "حامد " ويكتب حروفنا بالسيف و المنجل والقلم وقامته الشامخه ورفاقه وسلاحهم الأول ! كان قد تم تفصيل حياتنا على فكرة الصمود، حيث كانوا أعدائنا هم - اليانكي وفصائل مجده في عمق الهضاب والممالك العتيقة وزبائنهم من قوم الردة – هكذا كان كتابنا في جبل "أر".
شيوخنا هُم من علمونا أنَ الحروف لاتُكتب ، بل تُصنع ، لكي نحُفر بمعاولها الأرض و الحياة. كُنا نقتصد الماء بين البعير والطفل ومولودة نفترض لها أن لا تكون مؤودة في وطن نحبه ويحبنا. كان سفراً وتعباً محيق ، حيث سمائِنا دوماً كانت ماطرةٌ في صيفها ونِحرها لِلُقرى بِوابّل القنابل وحدث و لاحرج. قالوا: أنها هِحرتكم الأولى ، كلأجيُر بالماءِ دفعوا بِكُلّ القرى أن تُهاجر غرباً بل وتُبزقَ من فمِ الوطنَّ ومن صمّد منا كانوهم أهلنا من كُل فج ٍ عميق المقاتل و المقاتلة.
لكني عُدت رغم السنين : قالوا أقطن هذا السجن ولا تسأل
*كُتبت في ذهني صباح أحد أيام بعد إعتقاله – أغردات- عام 1995
دينفر مابو / الرابع من 2013